همس .. التعبانين

همس .. التعبانين

السبت، ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٧

تشترى الموت بكام




" تشترى الموت بكام؟"
فلكل شيء ثمن فى عصر الحكومة الذكية،وأزهى عصور الديموقراطية،وحزب الأغلبية

الذى أنبأنا مؤخراً أن "مصر بتتقدم بينا" بس إحنا مش حاسين..حتى الموت نفسه

أصبح له ثمن غالى،يدفعه الأغنياء،والفقراء،والطبقة المتوسطة المحشورة بينهما وفى

طريقها للإنقراض.


لكل موتة ثمنها،وفاتورتها التى نسددها لمنافذ البيع الخاصة بها،ومندوبى عزرائيل الذين

يحصلونها منا،والأغرب أنهم مثل باقى الموظفين،فى نفس إتباع الروتين الممل،وطوابير

المواطنين المتكدسة،و"فوت علينا بكرة" و"خش فى الصف يا محترم"!!


فلو أخترت الموت شرباً فكل ما عليك فتح صنبور الحنفية،وملأ الكوب بماؤه

الملوث،الغنى بالبكتيريا،والطفيليات،وبقايا المخلفات التى ألقاها الشعب المتحضر فى

نيله العظيم،ورواسب الكلور،والمنظفات التى تكمل بها الحكومة على ما تبقى من

أكبادنا،وأمعائنا،و"كلاوينا" لينتشر الفشل الكلوى،بشكل ملحوظ،ومعدلات تتصاعد يوما

بعد يوم فى دفاتر مستشفيات،ومعاهد الفشل الكلوى،وفى نهاية الشهر عليك إنتظار

مندوب عزرائيل الذى سيأتيك بكل أدب،وإحترام،وعلى وجهه إبتسامة ودودة ليُحصِل منك

فاتورة استهلاك الموت،المسماة مجازاً بفاتورة المياه،لتسدد أنت بدورك الفاتورة،دون أن

تجروء على المناقشة،أو الإعتراض.


ولو أردت الموت أكلاً فكل ما عليك شراء طعامك اليومى من الخضروات،والفاكهة،

المليئة بالأسمدة منتهية الصلاحية،والمبيدات التى إن لم تكن مسرطنة،فعلى الأقل غير

صالحة للإستهلاك الأدمى،وبكل رشاقة تطلب من مندوب عزرائيل،أقصد البائع ،أن يزن

لك 3 كيلو موت لطهيه مع الرز،و 2 كيلو موت لزوم التحلية بعد الأكل،وأنت تهتف به

بكل حزم،وصرامة "ما تخمش فى الميزان..أنا شايفك كويس"


وإذا أردت الموت السياحى،فعليك التوجه لأقرب محطة قطار،وقطع تذكرة موت

سياحية،درجة أولى،أو ثانية،أو حتى ثالثة،وكله بثمنه،والموت درجات،وأنت

وقيمتك،ونزاهتك فى الموت عزيزى المواطن،والموظف فى إنتظار نقودك،والتذكرة

تضمن لك نصيبك فى موتة معتبرة،محجوزة باسمك وحدك على مقعد خاص بك فى عربة

مكيفة،أو وسط عشرات البسطاء فى عربة غير مكيفة ذات مقاعد متهالكة يجلس عليها

"اللى يلحق".


أما الموت الدينى،فله أيضاً وسائله المخصوصة،ومحصليه الشطار،وتجاره الذين

يكسبون من ورائك أموال باهظة،وتكسب أنت من ورائهم "الشهادة فى سبيل الله"

ويكسب الورثة من كلاكما التعويضات..فهل لم تفهم بعد أنى أقصد السفر بحراً فى

عبارات الموت لقضاء الحج،أو العمرة ؟!


وكعادة كل الحكومات التى يأكلها قلبها الرهيف على شعبها المسكين فقد أدركت حكومة عزرائيل مدى معاناة محدودى الدخل فى دفع فواتير الموت،ورغبة الفقراء،والمطحونين فى الحصول على حصتهم المقررة فى الموت الإختيارى،فأخضعت الموت نفسه للدعم،وتحملت قدراً كبيراً للمساهمة فى موت الألاف مجاناً دون أن يتحملوا ما لا طاقة لهم به أمام مندوبى الموت،وفتحت صدور،ورئات الملايين أمام دخان السحابة السوداء الذى يزور بيوت الفقراء،ومحدودى الدخل بالعاصمة وما فيها، من عشوائيات،وما يجاورها من أطراف منسية لا يعرف أحد عن قاطنيها شيئاً،لتلتهم الأدخنة،وحبات الهواء الملوثة بالسواد،وغازاته المحملة بالسموم،والهلاك ما تبقى من صحتهم،التى صمدت أمام كل ما حولها من تلوث،وفقر،وجوع،ومرض،ليموتوا فى صمت مدعم من "فوق" دون أن يزعجهم مندوبى عزرائيل،أو يهددوهم " يالدفع يا الحبس" !!



حتى أولئك الشباب الذين تمردوا على الموت المحدق بهم من كل صوب،وجانب،ولاقوا ما كفاهم من يأس،وبطالة،وعجز،وفقر،ومرض،وضعف،وذل،وهوان على الناس،وقلة حيلة..
حتى أولئك الشباب الذين مزق صبرهم نظرات الإنكسار فى أعين أهاليهم الذين عقدوا عليهم أمال كثيرة فى تعويضهم عن الحرمان،ورفع رؤوسهم بعد كل سنوات الضنك،والتحمل،من أجل منحهم شهادات عليا من المفترض أن تحسن من أوضاعهم..
حتى أولئك الشباب الذين ضاعت منهم الحبيبة،التى أقتنصها عجوز فى سن والدها لمجرد أنه يملك الشقة،والشبكة..
حتى أولئك الشباب الذين باعوا ما أمامهم،وما خلفهم،وأقترضوا الباقى،ممن حولهم، وباعوا ملابسهم نفسها ،وتسولوا الباقى ليسددوا فاتورة الهجرة غير الشرعية،وأتجهوا إلى ليبيا،ليركبوا زوارق الموت،متجهين إلى إيطاليا أرض الأحلام التى ستعوضهم عن كل ما فاتهم،وتمنحهم ما لم تطله أياديهم العاجزة من حكومة الموت،وغامروا بحياتهم نفسها وراهنوا بأعمارهم التى لا يملكون سواها على تجربة طالما خاضها قبلهم الكثيرون وفشل معظمهم ولم ينجح منهم سوى قلة قليلة،فأكتفوا بالنظر إلى القلة القليلة،ولم يأبوا ولم يعتبروا بالنهايات السوداوية التى أنتهى إليها الأخرون،ربما لأن أى نهاية سوداوية لن تصل إلى قتامة أكثر من التى وصلوا إليها فى أوطانهم،ورغم كل ذلك لم تتعاطف معهم موجات البحر العاتية،التى شطرت زوارقهم البحرية التى استقلوها إلى المجهول نصفين،لينتهى بهم المقام فى بطون الأسماك دون حتى أن تدفن أجسادهم المنهوكة بالفقر،والضعف،فى قبور ذات شواهد تحمل اسمائهم ليهتدى إليها ذويهم ليقرأوا الفاتحة على أرواحهم.
كلا ..فأنا لا أقصد فقط ‏22‏ شابا مصريا لقوا مصرعهم غرقا مؤخراً‏، وإنقاذ‏37‏ آخرين‏،‏ بينما لايزال‏125‏ في عداد المفقودين‏،‏ إثر غرق مركبين في مياه البحر المتوسط كانا يقلان‏184‏ شابا في رحلة استهدفت هجرة غير شرعية إلي إيطاليا‏..بل أقصد عشرات الرحلات التى أبتلعت خيرة شبابنا من مختلف قرى،ونجوع مصر،وتعامل أهاليهم مع تلك المخاطرة بإعتبارها شيء روتينى،حتى أن هناك فى القرى،والنجوع من يطلب مهر أبنته فيزا إلى إيطاليا،حيث من المفترض أن يهاجر الشاب هجرة غير شرعية،ويصل بأعجوبة إلى الشواطيء الإيطالية،ويدخل البلد،ويقيم فيها لفترة،ثم يتعاقد مع صاحب أى محل أو شركة للعمل فى أى مهنة،ويحصل على الفيزا الشرعية بموجب عقد العمل،بعد أن يسدد الغرامة،ويعود لبلده واضعاً قدم على قدم،حيث ينحنى له الجميع،وتتهافت عليه البنات بعد أن عدى حاجز الفقر،وضمن مستقبله.
حتى الذين فقدوا أبنا لهم فى مغامرة غير مشروعة بهجرة غير شرعية،لا يتوروعون فى مساعدة أبنهم الأخر ويقترضون من اجله،ليعاود التجربة،وفى أنفسهم اليقين أن ربنا هيعوض عليهم!!
أهكذا وصل اليأس بالمصريين؟أهكذا استرخصنا حياتنا بعد أن وجدنا أنفسنا نسدد فواتير الموت بشتى انواعها،وأشكالها المختلفة يوماً بعد يوم؟
وفى النهاية،دعونى أتسائل " هل أولئك الشباب الذين استقلوا زورق بخارى،من ليبيا،وظل بهم فى البحر لمدة ثلاثة أيام،حتى وصل بهم فى النهاية إلى قرب الشواطىء وأمرهم قائد الزورق بالقفز من الزورق والسباحة حتى الشواطيء الإيطالية،وبعد أن نفذوا أمره،وصارعوا الأمواج،وجدوا أنفسهم فى النهاية فى شاطيء العجمى،وسط سخرية الجميع من عملية النصب التى تعرضوا لها..هل هؤلاء محظوظين بنجاتهم من الموت والدفن فى بطن السمك،أم تعيسى الحظ بالعودة مرة أخرى لسداد فواتير الموت التى يسددها المصريين يوميا لمندوبى عزرائيل؟"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وبمناسبة إختفائى لفترة طويلة دعونى استكمل كلامى بعمود جديد أنوى نشره من فترة لأخرى بعنوان البجح مع الاحتفاظ بنسب الصورة لصديقى الموهوب رسام الكاريكياتير الواعد عبد الرحمن ابو بكر


أخبار البجح


"الحقيقة كاملة وبدون مجاملة من قاع المجتمع.."مش هتقدر تسد ودانك"

* سؤال نفسى أسأله لهيفاء وهبى.. بيقولوا إن فى المطار أجهزة كشف عن "الصواريخ" بتزمر على طول أول مايعدى من تحتها أى صاروخ،أو قنبلة " يا ترى أنتى بتعدى من غير ما تذمرى ازاى بالأسلحة اللى أنتى شايلاها دى يا هفهوفا ؟ "

* شلة شباب صحفيين تحت التمرين فى أحدى الصحف القومية قال لهم رئيسهم : أوعوا تسمعوا كلام الصحفيين المعارضين اللى بينقدوا دعوة شيخ الأزهر بضرورة جلد "مروجى الإشاعات" 80 جلدة،وفسروها على مزاجهم إنها دعوة موجهة ضد الصحفيين تحديداً لإرهابهم،شيخ الأزهر يا جماعة بيحارب مروجى الإشاعات بصفة عامة، ومايقصدش الصحفيين بس، فسأله واحد من الشلة : يعنى شيخ الأزهر يقصد كمان جلد الوزرا والمسئولين ورؤساء التحرير اللى بيروجوا إشاعات وردية يضحكوا بيها ع الشعب؟ ومن ساعتها والمحرر الغلبان ياعينى بيدور على شغل فى الصحف المعارضة..تفتكروا رئيسه رد عليه بأيه؟ الإجابة مش هينفع أنشرها عشان ماعنديش أستعداد أتجلد 80 جلدة .

* صدمة كبيرة أصابت العديد من البنات اللى عايزين يبانوا أستايل،وروشين رغم إنتمائتهم للمناطق الشعبية، ،كل بنت نزلت العتبة،والموسكى عشان تجيب كام طقم روش ورخيص فى نفس الوقت،أكتشفت إن أسعار الملابس الحريمى فى العتبة بقت نار،وما تفرقش عن أسعار محلات مدينة نصر،والمهندسين..مفيش أحسن من العبايات،ومن فات قديمه تاه يا موزز.

* بعد خسارة منتخبنا الوطنى ربنا يديله الصحة،من منتخب اليابان 4/1 ،لازال العديد من المصريون يتسائلون بعد كل هذه المدة " لما اليابانيين عنيهم ضيقة ،وعملوا فينا كده،أومال لو كانوا مفتحين شوية كانوا عملوا فينا أيه؟"

* بمناسبة خسارة الأهلى من النجم الساحلى..أقترح عدد كبير من الزملكاوية
والإسماعلاوية بتشجيع النجم على طول الخط لعل وعسى أن يعوضهم عن حالات ضغط الدم التى يصابوا بها فى كل موسم يكتسح فيه الأهلى الدورى والكأس

* بمناسبة التهانى اللى ع الفاضية والمليانة فى صفحات الجرايد والمجلات القومية للى يسوى،واللى ما يسواش ،أحب أعزى "هيثم بن عبد الجبار " اللى كان ماشى مع الضرايب مشى بطال،ونسى "إن الضرايب مصلحته أولاً " وبهذه المناسبة أنصحه،يتعلم التهرب من الجرايد المرة الجاية من بعض السادة الفنانين،والفنانات، ورؤساء تحرير الصحف القومية السابقين،واهو كله بثوابه،وسلم لى ع الحكومة .

البجح شريف عبد الهادى

shiko_angel@yahoo.com shiko_4u@hotmail.com



الجمعة، ٢ نوفمبر ٢٠٠٧

هكذا سنحل كل مشاكلنا بشكل حقيقى 2



الرجالة بالذات ما ينفعش نستوردهم
خطة صناعة ( دكر عربي ) لمواجهة الأيام المقبلة



"مبقاش في رجالة دلوقت خلاص..الرجالة ماتوا في الحرب" !!

إفيه شهير جداً، يستمد شهرته من عبقريته المذهلة في الانتشار والتداول بين الناس حتي أن ( الرجالة ) أصبحوا يرددوه أكثر من النساء!! 

وعلي الرغم من استفزازه المنطقي لكل رجل,وعلي الرغم من أن معظمنا يري نفسه ( راجل ) بحق وحقيقي,حتي لو أنعدمت الرجالة وماتوا كلهم في الحرب,فعلي الأقل مازال هو علي قيد الحياة,إلا أن الإفيه محبب جداً لمعظم هؤلاء ( الرجالة ) علي الرغم من نفيه للرجولة في هذا الزمان,وحتما وجدت فيه معظم النساء ضالتها كمتنفس طبيعي يعبرن به عن ضيقهن ومللهن من ذلك الشريك الأبدي اللصيق الذي لا غني عنه رغم أنه (زي قلته)..




"مبقاش في رجالة دلوقت خلاص..الرجالة ماتوا في الحرب" !!

بالمثل تردد الأمة العربية نفس الإفيه تجاه الأوضاع الراهنة المخزية التي تنافست فيها آهات نانسي عجرم وإليسا وهيفاء وهبي مع صرخات الأطفال وبكاء وعويل الكهول والنساء والتقت فيها دماء الشهداء الأبرار في فلسطين والعراق ولبنان وربنا يستر علي سوريا ومين عارف (هيتلككوا) لمصر بحجة أيه؟؟..

الجمهور يقف صفين متضادين


 صف يصفق ويشجع نجوم (سوبر ستار) و(ستار أكاديمي) و(ستار ميكر) ولا يتردد عن التضحية برصيده في إرسال الرسائل من أجل التصويت لنجمهم المفضل,ولا يبخل بمئات الجنيهات أو ربما مئات الدولارات من أجل حضور حفلة شبابية بالهوت بادي والبنتاكور وغيرهما مما قل وضل من ملابس تكشف أكثر ما تستر، تتراقص بها الفتايات والشباب علي أنغام النجم العالمي أو النجمة العالمية، ولا مانع من أن يفعل الجمهور والنجوم أي شيء وكل شيء من أجل الفن حتي لو كان مهرجان عالمي للرقص لمناصرة الانتفاضة الفلسطينية وطبيعي ألا يكون كلام لهؤلاء سوي عن أحدث موبايل والأوبشنز المتاحة فيه، ويا تري كاميرته الديجيتال فيها كام ميجا بيكسل وكارت الميموري بتاعه بيشيل قد أيه، وسيبك بقي من الجهاد والحرب، والوحدة العربية، وكلام الشعارات الفارغ ده لأنه ما بيأكلش عيش، وخلاص راحت عليه، وبعدين إحنا مش هنقول أكتر من اللي اتقال ومش هنعمل أكتر من اللي اتعمل، وكده كده ربنا هينصرنا علي اليهود زي ما القرآن بيقول، وقضيها الناس لبعضيها!!

وفريق يصب جام غضبه واعتراضه عما يحدث في مظاهرات نواجه فيها أنفسنا ونجاهد ضد ضباطنا وعساكرنا ونتبادل معهم الحرب بالعصيان والطوب وننزف جميعاً دم عربي لا يحمل أي جنسية أخري تستحق أن تتمزق لأشلاء، ولا مانع من أن يتناحر هؤلاء المتحمسين بين أنفسهم فيتهم أحدهم الآخر بالعلمانية، ويرد عليه الأخر بأنه متطرف دخيل علي الإسلام، لتنقلب المظاهرة في النهاية لشجار (منه فيه) والعدو الذي اجتمعنا ضده مازال يقف بعيداً عالياً ضحكاته الساخرة تجلجل حولنا لكننا لا نسمعها لأن أصواتنا علت وتعاظمت بالهتاف ضده وضد أنفسنا، لنخرج بمحصلة تحت الصفر نفسه!!

 وما بين الصفين يقف مجموعة من الشباب متفرقين مشتتين,لا يعرفوا إلي أي الصفين يجب أن ينضموا,شباب يحب الله عز وجل وتفيض أعينهم بالدمع إزاء ما آلت إليه الأوضاع,لكن أوضاعهم الشخصية تتدهور وتتهاوي لأسفل,فيقفوا عاجزين مكتوفي الأيدي,ويتسائلوا كيف ينصروا أخوانهم في الأمة العربية,إذا كانوا قد عجزوا عن نصرة أنفسهم..ولا مانع من أن تأخذهم شهواتهم ونزواتهم أحياناً في حزب الشيطان,فيحذوا حذو ملايين البشر الذين ألقوا الكتب السماوية بعيداً عن منهج حياتهم,وأخرجوا الله عز وجل من حساباتهم, لينهلوا من متع الحياة الدنيا,ثم يعودوا للبكاء والندم علي ما فعلوه في حق أنفسهم,وحق من يجب عليهم الإنضمام لهم ومناصرتهم,ليتسألوا في النهاية في حيرة وعجز " ماذا عسانا أن نفعل؟

( حاجة جديدة )

هيا بنا نفعل شيء مختلف لأول مرة..
هيا بنا نحاول أن نفكر في ورشة عمل هي الأولي من نوعها في تاريخ الأمة العربية..
ورشة عمل مليئة بالأفعال الشريفة والنبيلة,بعيدة عن الشعارات المستهلكة التي فقدت قيمتها,من كثرة ترديدها دون أن تضيف للواقع أي جديد..
ورشة عمل تهدف إلي صناعة ضرورية ,بل وتعد فرض عين علي الأمة سيحاسبنا الخالق علي التقصير فيها,وعدم صناعتها لأننا في أمس الحاجة إليها..


صناعة من نوع خاص لم نفكر في التجهيز لها رغم إنها أهم صناعة تنقصنا,وسنعجز حتماً عن استيرادها إذا ما تكاسلنا عن تصنيعها محلياً كالمعتاد,وحاولنا الاعتماد علي الآخرين لإمدادنا بها أيضاً كالمعتاد..
باختصار دعونا نتكلم عن صناعة ( دكر ) عربي بحق وحقيقي قادر علي المواجهة في الأيام القادمة!!
ولأنها صناعة جديدة,ولأننا لم نفكر فيها من قبل,فلا مانع من الدهشة,والتعجب,منها في البداية,ولا مانع من التحجج بأننا لا نعرف عن هذه الصناعة شيء,ولا ندري مقوماتها اللازمة.لكن دعوني أخبركم,أنها صناعة سهلة,وبسيطة,لأن الخالق عز وجل وضع في فطرتنا (الكتالوج) الخاص بها وجعل دمائنا العربية تفيض بها,وخلايانا تنتجها بحماس شديد,لكننا نحن من أجبرناها علي التوقف عن العمل,لسنوات طويلة مضت..
جربوا معي فقط أن نفتح ورشة العمل,ونبدأ في النقاش,وستتدافع المعاني والطموحات,وأليات العمل في عقولكم,وقلوبكم بصورة سيعجز اللسان عن وصفها,قبل أن يتم ترجمتها إلي أفعال تعيد إلينا الرجولة الحقيقية لا الرجولة الاسمية التي ندعيها
..
( بسم الله)
دعونا لا نتعلل بأن حكامنا العرب باعوا أحلامنا,وطموحاتنا,وملّكوها للعدوان بعد مزاد علني بين الأمم والأوطان,قدمت فيه كرامتنا مجاناً,لأننا ببساطة شديدة جديرين حقاً بحكامنا..
نعم نحن لا يليق أن يحكمنا سوي من نتبرأ منهم,ونستعر من حكمهم,لأن كل أمة جديرة بحاكمها أياً من كان رئيس,أو ملك,أو سلطان,حيث يختاره الله لهذه الأمة وفقاً لأفعالها,ونواياها,وسلوكها,ومحافظتها علي دينها..
كل أمة لا يعتلي عرش المُلك فيها إلا من تشابه مع الغالبية العظمي مع رعاياها,في الطموح والفكر,والعقل,والقلب,ومدي التنـزه أو الإنسياق وراء شهوات المال ولذات الذهب ومتعة النساء..
فالحاكم ليس إلا صورة جماعية للرعية.
فلنبدأ بأنفسنا,ونصحح الأوضاع التي لا ترضينا،وعندها ستتبدل الحكام من حولنا إما بإنصلاح حالهم,أو برحيلهم,ولن يتم ذلك إلا من خلال تنمية الوعي والثقافة,والقراءة,والمعرفة..
فلنقرأ كتب التاريخ,ونعرف من هم أعدائنا,وما هي أساليبهم,وأشهر حيلهم,وألاعيبهم,ولنتذكر كيف هزمونا,وكيف تلاعبوا بنا..لنتدبر أقوالهم وأفعالهم عبر التاريخ..لنرصد وعودهم التي وعدونا إياها,ومدي التزامهم بها..
لنثقف أنفسنا دينياً,ثقافة بناءة بعيداً عن التعصب,والتطرف,لنفهم ماذا يريد منا الخالق عز وجل,وما هي أوامره,ونواهيه,لأن كتب الله السماوية,بمثابة ( كتالوج ) به كيفية استعمال الحياة الدنيا لنحقق منها الاستخدام الأمثل..
فبدون علم وثقافة سنظل أمة كالعبيد تُساق كما تُساق الأغنام,لأننا لا نعرف ما لنا وما علينا..لا نعرف حقوقنا لنطالب بها,ولا نعرف واجباتنا لنؤديها

( الوحدة العربية )
في ألاف غرف الشات والمنتديات يجتمع ملايين الأخوة العرب,لكن فقط لنقل أشهر مقاطع البلوتوث,وأحدث النغمات,وتبادل صور مشاهير الفن والرياضة,والأبشع والأفظع حديثهم عن الجنس المليء بالإباحية,والشهوانية,وعلي الرغم من تواجد بعض المنتديات الهادفة,إلا أن نسبتها ضئيلة..
لنجتمع سويا علي النقاش بأسلوب متحضر,تتلاقي فيه العقول والقلوب,علي كلمة سواء..لنتبادل عبر البريد الألكتروني والماسنجر الأراء والأفكار..
دعونا نتراسل عبر الماسنجر والبريد الألكتروني,ونسمو في تراسلنا عما يغضب الخالق عز وجل,ونركز مناقشتنا وتراسلنا,في مناقشة الأوضاع الراهنة وسبل التغلب عليها..
لنوحد ( النيك نيم ) لنا عبر كل منتدياتنا وغرفة الدردشة,وكل المواقع,حتي يكون لكل منا شخصيته الشهيرة المعروف بها,فإذا ما عجزنا عن التلاقي علي أرض الواقع لنتكتفي علي الأقل بالتعارف والتلاقي عبر شبكة الأنترنت,ومن يدري,ربما جمعتنا الأيام والظروف,ويلتقي شيكو من مصر بـ ميدو من لبنان , وقطر الندي من سوريا بـ دموع الملائكة من السعودية,وبوعلاوي من قطر بـ زيدان من الجزائر..
كما أن السياحة تتطور باستمرار,وأصبحت فكرة التلاقي أسهل بكثير من الماضي..
باختصار دعونا نجمع شعوب عربية متحدة عبر شبكة الأنترنت تمهيدا لاتحادنا علي أرض الواقع.. دعونا نتضامن ونتحد,دون انتظار اتحاد قادتنا الذين أتفقوا ألا يتفقوا
..

(الإبداع)
بداخلنا كعرب طاقات إبداعية لا محدودة,في كل المجالات ,لكنها فقط ينقصها أن تجد من يكتشفها,ويصيغها كما ينبغي,حتي يضعها في نصابها الصحيح..حتما من حقنا أم نلقي باللوم علي حكوماتنا التي تدفن هذه الطاقات الإبداعية,وتضيعها سدي,وتسعي خلف باقي العقليات الأجنبية النابغة,وتدفع لها الملايين, في حين في الإمكان استغلال عقليات أبناء الوطن,وتوفير الملايين,وتحقيق المكاسب الخيالية,القادرة علي رفع أسهمنا العلمية في السماء,ووضعنا في مصاف الدول المتقدمة..
في الأدب..لدينا عشرات يفوقوا جابريل ماركيز,وديستوفيسكي والعقاد ونجيب محفوظ,ويوسف أدريس لكن أعمالهم لا تجد دار نشر تتحمس لها,وتنشرها..
لقد أصبحت الثقافة حكراً علي اسماء معينة لا تتغير أو تتبدل ,في زمن تم تسخير فيه الثقافة لصالح السلطة,والحل من وجهة نظري,أن نعود للماضي..المقاهي الثقافية ملتقي الموهوبين والمبدعين..الصالونات الثقافية..نشر أعمالنا الأدبية علي المواقع والمنتديات,والبلوجز الخاص بنا..
فليروج كل منا لنفسه ولأعماله..كم سنحتاج من وقت حتي نتعارف,ونشتهر.. شهر؟عام؟لا بأس من الصبر والمثابرة,فالعمل الجيد حتما ستلتف حوله العشرات التي لن تلبث أن تتحول لألاف,وقد تتحول بدورها لملايين..
ما المانع من تكوين جمعية في كل وطن لضحايا المواهب والإبداع!!
نعم يا أخواني وأخواتي..فهناك الملايين في الوطن العربي راحت مواهبهم وإبداعاتهم ضحية للسرقة من البعض,وراح البعض الأخر ضحية لليأس..
تعالوا نتخيل جمعية في مصر يشترك فيها الملايين من مؤلفي القصة وكتاب المسرح,والشعراء..سندعو أفاضل الكتاب والمبدعين ليحضروا ندواتنا ويتابعوا أعمالنا..سيقيمونا ويوجهونا,ونكوّن سوياً ورش عمل نضيف فيها لبعضنا البعض..
سيكتبوا عن الموهوب بحق منا,ويعدونا بأن يروجوا لنا من خلال إعطائنا جزء من صفحاتهم لنشر جزء من أعمالنا,أو الإشادة بمواهبنا ليتعرف علينا القراء..
سنذهب للنقاد ونعطيهم أعمالنا,ومطلب منهم أن ينتقدونا..بعضهم سيكون قاس..بعضهم سيلقي أعمالنا في سلة المهملات,لكن هناك حتما من سيهتم بنا ويكتب عنا..
سيجتمع مليون موهوب ويدفع كل منهم جنيه واحد فقط فنجد معنا مليون جنيه قادرة علي تجهيز دار نشر ملك لكل الموهوبين ..
مع الوقت وحبات العرق والدموع سنصل صدقوني,وبالمثل سيحدث ذلك في لبنان والسعودية والعراق والجزائر واليمن وقطر والكويت والإمارات والبحرين,وغيرهم من الدول العربية الشقيقة..
سنكوّن شبكة من جمعيات ضحايا المواهب والإبداع لتصبح مملكة انجوم الأدب والإبداع الذين يجمعه مشوار طويل من الكفاح والاجتهاد,ومعرفة مسبقة لن تسقط من ذاكرتهم قط ولنتذكر جميعاً أن يوحنا جوتنبرج عندما ابتكر ألة الطباعة لأول مرة في التاريخ في القرن الخامس عشر,استطاع أن يغير التاريخ بأكمله,ويحفظ كنوز العقل البشري,ومعارف لا غني عنها للإنسانية..
وبالمثل سنكون جمعيات لضحايا الرياضة..
سنذهب لمراكز الشباب ويتحد شباب أهل الحي الواحد ويتبرعوا بكل ما يملكون ولو بجنيه كما تعودنا أن نسمع في حملات الدعاية,ويذهبوا أيضا لرجال الأعمال والأثرياء,لإقناعهم بتمويل وتعمير مراكز الشباب القديمة البالية الغير صالحة لممارسة الرياضة,ومن ثمن التبرعات والمساهمات سنحولها إلي ملاعب جديرة بإفراز لاعبين محترفين يرفعوا الراية العربية,دون الحاجة لمدرب أجنبي,أو لاعب غير عربي ندفع فيه الملايين..
والأهم من هذا وذاك جمعيات للمخترعين,والباحثين,والموهوبين علمياً..
سننشر أفكارنا العلمية في شتي المواقع والمنتديات..
سنذهب لرجال الأعمال ونعرض عليهم ابتكاراتنا,وأفكارنا..
سنذهب لوزير الدولة للبحث العلمي إذا ما رفضت أكاديمية البحث العلمي إعطائنا براءة الاختراع التي تضمن لنا حقوقنا,وتؤكد أننا أول من أخترع وابتكر مثل هذا الاختراع..
سننشيء جمعية للمبتكرين,والمخترعين,يتلاقي فيها أبناء الوطن من النوابغ والعباقرة..
سنراسل الشركات العالمية,ونخبرها بما لدينا,وحتما ستقدر مجهودنا,تسعي للتعاقد معنا..
سندعو مشاهير العلماء في الوطن العربي لمتابعتنا..أساتذة الكيمياء والفيزياء والإتصالات والميكانيكا والكهرباءوالكمبيوتر,حتي الزراعة سنتطرق إليها..
وعلي شبكة الأنترنت,سنتراسل ونتعارف,وبالمثل أيضاً سيتم إنشاء جمعيات للمبتكرين والنوابغ في شتي أنحاء الوطن العربي,وبالمثل سنتعارف ونتحد وننهض بأوطاننا وأمتنا

وحتما هناك بين ملايين الشباب العربي من يستند علي ثروة جيدة لن يبخل بها عمن يحتاج إليها من أخوانه المبدعين والموهوبين..
حتما هناك مسئولين شرفاء,ولو كان عددهم قليل,سيحاولوا أن يساعدونا..
سنغزو الأسواق وننتشر بين الناس في القري والربوع والنجوع والحواري والأزقة,والميادين..سنصبح نجوم بين الناس يعرفونا ويتناقلون أخبارنا..
سنذهب للصحافة والتليفزيون ونعرض كل ما لدينا ونقول ما يحلو لنا..سيعترضونا..سيمنعونا..لكن هناك حتما من سيرحب بنا..فالقنوات الأرضية والفضائية تتنامي وتتضاعف كل ساعة..والصحف تنتشر وتتزايد باستمرار,ولا شك أن هناك من سيسعده أن يقدمنا ويكتب عنا..

( الشباب التعبان )
لماذا لا ننشيء جمعيات لتيسير الزواج علي غير القادرين؟..لماذ تركنا شبابنا يلهث خلف الفضائيات ونجوم السراب ليشغل التفكير في الجنس معظم وقته ويسوقه نحو الضلال وتضييع الوقت والمال والصحة؟

سنواجه العنوسة والفقر,بإنشاء جمعية علي مستوي الوطن يشترك فيها كل من يرغب في الزواج,ولا يستطيع,حتي نقط الطريق علي مكاتب الزواج التي تنصب علي الكثير وتأخذ منهم رسوم باهظة..سيشترك في الجمعية كل من يبحث عن عروس أو تبحث عن عريس,أو من لديه شريك حياته لكنه يفتقر للإمكانات..
سنعمل تباديل وتوافيق بين رغبات وطلبات ومتطلبات الزواج,لنزوج أكبر قدر ممكن من الشباب والفتايات من خلال:
- تمويل الجمعية من خلال وجود أرقام حساب لصالحها تقبل أموال الزكاة من القادرين لأن المساهمة في تزويج الشباب والفتايات عمل عظيم عليه قدر عظيم من الثواب,ولا مانع من الإشراف عليها حكومياً,حتي تضمن الحكومة أن التبرعات تصل لمن يحاتجها,وبالمرة نخفف الحمل من علي كاهلها
- المساهمة من الشباب الثري ورجال الأعمال والمستثمرين في مساعدة المحتاجين
- التنسيق بين الجمعية والدولة لتوفير الأرض اللازمة والتجمعات السكنية الملائمة للشباب
( وقت الحرب)


يقول المولي عز وجل في كتابه الكريم " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "


لذا فعلينا الاهتمام برياضات الدفاع عن النفس,وكذلك الرماية,وكمال الأجسام,حتي يكون لدينا شباب قوي قادر علي تحمل المسئولية,وقت السلم والحرب,وعلي الفتايات تعلم التمريض وطرق الإسعافات الأولية للمساهمة بطاقتهم وجهدهم وقت الحرب.
( السياسة)
علينا المتابعة لكل الأحداث الجارية وفتح مجالات النقاش فيها مع من حولنا وبيننا البعض كشباب عربي يجب أن يكون ملم بكل ما يحدث حوله..
سنناقش قرارات القادة والحكومات,والمجالس المحلية والنيابية,ويجب أن نذهب لمن يمثلنا من أعضاء مجلسي الشعب والشوري ونعرض عليهم أفكارنا ومقترحاتنا,حتي تستشعر الحكومات نهضتنا الفكرية وتعمل لنا ألف حساب,وتعي جيداً أننا شعوب ذكية لا يمكن التلاعب بها..
علينا انتقاء وسائل الإعلام المناسبة التي تقدم الحقيقة العارية,بموضوعية ومصداقية..
سنرصد سلبيات وسائل الإعلام,ونفضح أي وسيلة إعلام تزيف في الحقائق..
سنتعلم لغات الأعداء حتي نتقي شرورهم,فلدينا ملايين الشباب الذين يتقنون العديد من اللغات,وحتما إذا ما ساهموا من خلال مجالس شبابية في تعليم أخوانهم ومعارفهم هذه اللغات التي يتقنوها,فسيوفروا الكثير من الأموال ويشجعوا معارفهم وأهلهم,بالإضافة إلي أن ذلك نوع من تمضية أوقات الفراغ في أعمال مفيدة..
أعلم أن كل ما سبق مجرد حلم..قد يري البعض أنه مبالغ فيه,إلا أنني مقتنع تماماً أن تحقيقه أمر وارد,قابل للتحقيق,فقط يحتاج الحماس والصبروالاجتهاد..
شاركوني الرأي..عبروا معي عما بداخلكم..بل أسخروا مني إن شئتم بشرط أن تضيفوا لسخريتكم حلم بديل,سيصنع منا رجال حقيقين..
فالواقع المؤلم يا أخواني أننا نتعرض لعملية سرقة علنية لأعز ما نملك..لأوقاتنا..أنظروا وتأملوا معي كيف يمضي اليوم منا دون أن نشعر به..فما أن نستيقظ حتي ننام,دون أن نكون قد فعلنا أي جديد..
ما بين الفضائيات,والقصص المبتذلة,والألغاز التافهة,وفضائح المشاهير,والمسلسلات الهابطة,والدردشة علي الأنترنت,والخروج للكافيه شوب والجلوس علي المقاهي يمر اليوم كالصاروخ,ونحن مازلنا علي أوضاعنا المخزية,والمهانة تحلق فوق رؤوسنا
..
في إنتظار ردودكم وإضافاتكم..
في إنتظار نشر البريد الألكتروني للتعارف والتواصل في الخطوة الأولي نحو صناعة الرجل العربي الذي تحتاج إليه الأمة..
هيا بنا نبدأ في التنفيذ,متخذين من مدوناتنا حجر الأساس..
هيا بنا إلي الأحلام..
إذا ما كنتم تعتبرون أن صناعة الرجولة مجرد حلم لا واقع ضروري الحدوث.
شريف عبد الهادي
shiko_4u@hotmail.com
shiko_angel@yahoo.com