همس .. التعبانين

همس .. التعبانين

الخميس، ٢٤ مايو ٢٠٠٧

عيب عليكم يا مدونين

قرأت الكثير من البوستات تعليقا على ما أثير مؤخرا حول كتاب المفتى الدكتور على جمعة وفتاويه العصرية والذى ورد فيه أن سيدة شربت من بول الرسول فهاجت الدنيا وقامت ولم تقعد على المفتى كما أثيرت الدنيا حول فتوى إرضاع الكبير للدكتور مبروك

للأسف إحنا فعلا أثبتنا إننا بنغروش على بعض ولاحظت إن غيرتنا على الاسلام وحبنا للرسول الكريم خلانا نغلط فى علماء الدين وندوس عليهم من غير حتى ما نفهم قصدهم

لذا قررت أن أكتب بوست أدافع فيه عن دكتور على جمعة تحديدا وتوضيح قصده ووجهة نظره بينما أسجل رفضى لفتوى أرضاع الكبير ولكن بأدب واحترام ومنطقية وهدوء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة شهروزة
الأخوة المدونين

طبعا يا شهروزة أنتى عارفة أنا بعزك قد أيه،وعارفة كمان إن كل ما المعزة والعشم يزيدوا بيزيد الحرج من النقد والاختلاف فى الرأى

لكن أعتقد لما تغلطى فى حق نفسك أو تضريها من غير قصد فلازم أنصحك أو أوجهك

طبعا أنا شايف دلوقت فى عنيكى التحدى واتهامك ليا بالغباء لأنى عارف كويس قد أيه أنتى بتثقى فى رأيك وتفكيرك وإنك قبل ما تكتبى بتقرى وتتحرى وتجمعى معلومات وتدخلى مواقع عشان تكتبى وانتى مسنودة على معلومات ومصادر موثوق فيها
طبعا هو ده الصح ولو كان الصحفيين فى بلدنا بيعملوا كده ماكانش ده بقى حال الصحافة فى مصر

لكن المرة دى بالذات يا عزيزتى اسمحى لى اقولك إنك ما كنتيش موفقة
ولما كانت الشهادة على من أدعى والبينة على من أنكر فخلينى أقول إنى واثق إنك حد بيفهم ومش بيقتنع غير بالدليل والبرهان وإنى عشمى فيكى إنك لا تجدى اى عيب أو حرج فى الإعتذار لو تأكدتى من غلطك

تعالى بقى أثبت لك غلطك بالدليل والحجة من غير جعجعة وشتيمة لأننا ناس محترمة ونيتنا الحمد لله سليمة ومعروفة

أولا
فيما يخص فتوى المفتى على جمعة بتبرك الصحابة ببول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
خلينى فى البداية أسألك من أصله سؤال مهم جدا
أنتى كلفتى خاطرك وأشتريتى الكتب وقريتيه؟ واللا يا دوب مشيتى ورا مانشيتات الصحف اللى شتمت المفتى وخلاص

ثانيا
موضوع تبرك الصحابة ببول الرسول الكريم مش فتوى من أصله لأن الرسول خلاص..مات يعنى مش محتاج لحد يفتى نشرب من بوله واللا لأ ثم حتى لو كان عايش مش ممكن نلجأ لمفتى يفتى فى شأن رسول الإسلام نفسه
إذن فهى رواية عن الرسول مش فتوة
طيب .. بمناسبة بقى الرواية
هل فعلا الصحابة كانوا بيتباركوا ببول الرسول الكريم
الإجابة يا عزيزتى إن الموقف المقصود أن خادمة الرسول ولا أتذكر اسمها للأسف كانت عطشانة باليل ولما كان زمان مفيش تواليت بالشكل العصرى فكان من عادة الناس إنهم يتبولوا فى قارورة مثلا وعند الصباح يتخلصوا من بولهم
وكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم إذ تبول مثل أى بشر وترك القارورة فعندما ظمأت الخادمة ورأت القارورة شربت دون قصد
واخدة بالك؟دون قصد فلما صبح الرسول صلى الله عليه وسلم سألها عن القارورة فقالت إنها شربت منها فقال هذه بطن لن تمسها النار أبداً لأن بها جزء من الرسول الكريم
إذن فالرسول يا عزيزتى لم يأمر الصحابة بالتبرك من بوله ولا الصحابة مثلا كانوا يقفوا عند باب منزل الرسول يطالبونه بالتبول لأخذ بوله والشرب منه
إنه موقف عادى وبسيط
أكيد هتصرخى وتقولى أزاى بسيط وفيه شرب بول بشر
هرد عليكى وأقول أولا ده مش أى بول ..ده بول الرسول واللى ما يعرفش مين هو الرسول أو أزاى بوله يختلف عن اى بشر يقرى فى السيرة النبوية المطهرة وهيعرف إن عرق الرسول الكريم كان اطيب من ريح المسك وكان البعض يحتفظ بعرقه للتزين والتطهر به لأن ريحه جميل وطيب ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بلا ظل حتى لا يدوس أحد على ظل الرسول الكريم وكان أيضاً لا يمسه الذباب لأن الذباب قد يكون نجس أو وقف على نجاسة فكان لا يلمس الرسول الكريم


وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا يأكل فى رمضان ويواصل الصوم ليلاً ونهاراً فلما سأله الصحابة كيف تفعل ذلك أجاب يطعمنى ربى ويسقينى
وكان ايضا ينام فيصحو من نومه فيذهب للصلاة دون أن يتوضأ فلما سأله الصحابة قال أنه يتواصل مع الله حتى فى نومه وأنه يعلم أنه لم يفقد طهارته
هذا بخلاف أن الرسول الكريم كان البشر الوحيد الذى صعد سبع سماوات والتقى برب العزة ورأى ما رأى وعلم ما علم وهذا ما لم يتم لأى بشر من قبله أو بعده
كما أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
وطبعا أنتى تعلمين أنه أول شافع وأول مشفع وأول من سينشق عنه القبر يوم القيامة وأول من يطرق أبواب الجنة فيسأله الملك الموكل على باب الجنة من أنت فيقول محمد بن عبد الله فيقول له الملك إن الله أمرنى ألا أفتح إلا لك

فهل بعد كل ذلك يا عزيزتى تشكين أن الرسول الكريم كان غير باقى البشر وأنه لم يكن له ما يستحق أن نتأفف منه لأن الخالق طهره بنفسه وجعل منه معجزة بشرية لن تتكرر على مر الأزمان والعصور
إن رسول كرمه الله وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين وأمر كل الأنبياء والرسل أن يتبعوه كما ورد فى سورة آل عمران ورسول شق الله قلبه وأخرج منه الغل والضغينة والحسد لا يكثر عليه أن يكون حتى بوله شيء طاهر وله بركته
أنتى تتكلمين يا عزيزتى عن رسول يوحى إليه ورجل سيرى العالم أجمع منذ بدأ الخليقة مدى عظمته وقوته وقربه من الخالق يوم الحشر

وفى كل الأديان والملل التى نزلت من الخالق على البشر وحتى العقائد الغير سماوية مثل البوذية والبهائية فإن التبرك بالرسل والأنبياء كان شيء وارد وطبيعى ومنطقى وكان الأخوة المسيحيين يتباركوا بغسيل المسيح وغير ذلك من مظاهر ودلالات تبدو طبيعية ومنطقية فى كل الأديان
ليس هذا فحسب فالمسيح نفسه حبيبى وقرة عينى قام بغسيل أقدام أصحابه وقبلها عندما ساروا معه فى فعل الخير
فهل رسول من الله يقبل أقدام أصحابه ويغسلها
ونستكثر نحن على سيد البشر بعد كل هذه الخصائص التى ذكرتها سابقا أن يكون بوله غير بول البشر

ثالثاً
بخصوص الموقع المسيحى الذى قولتى أنه يسخر من الإسلام ويدون الفتاوى الغريبة ويؤكد أن الإسلام دين بدوى قادماً من الصحراء على النوق والجمال

فدعينى يا عزيزتى أذكر أن الله ليس بظالم لذا فقد خلق جهنم خصيصا لكل من كفر برسالاته وظلم نفسه بجهله وغبائه وسب الأخرين دون وجه حق
فالمنطق والعقل يقول أن نقرأ القرآن ونعرف الإسلام ونتدبر رسالته ومعانيه وقيمه ثم نرى إن كان يستحق أن يتبع أم لا أما أن نسبه ونسخر منه دون علم أو دراية ونكتفى بسرد الفتاوى الغريبة ومحاربته دون حتى أن نحاول معرفته وتحليله فهذا هو الأمر الذى يستحق السخرية يا عزيزتى


ثم أنهم لم يسخروا من الإسلام بسبب الفتاوى الغريبة لأن الكفار فى عهد الرسول حينما سخروا من الإسلام لم تكن هناك فتاوى غريبة لكنها عادة البشر الكفرة الجهلة يا عزيزتى
يبحثوا دائما عن أى حجة أو موقف أو حتى تفصيلة بسيطة ليستغلوها فى إثبات دعواهم والتنهيق بها دون أى فهم أو تدبر وصدقينى يا عزيزتى رغم أن هناك بالفعل بعض الفتاوى الغريبة والروايات الكاذبة الدخيلة على الإسلام والمدسوسة فيه
إلا أن الكفار الذين يسبون ويشتمون كانوا سيسخروا من الإسلام فى غياب هذه الفتاوى والإسرائيليات المدسوسة

أنا شخصيا بحكم عشقى الرهيب لرسولى الكريم وغيرتى عن الإسلام وبحكم عملى الصحفى أيضاً ياما دخلت غرف البالتوك المسيحية المتطرفة والمواقع المناهضة للإسلام وكنت بحاروهم بمنتهى الأدب والعقل والمنطق وياما كسفتهم وهزقتهم بالأدب بالحجة والدليل لكنهم برضه ما كانوش بيقتنعوا ويراوغوا بكل جهل وعناد
ثم إن المواقع دى مدعومة من الغرب والروابط المتشددة ومنهم مدعوم من إسرائيل نفسها عشان تبين بخبث إن المسيحيين بيشتما فى الإسلام وتهزق الإسلام وهى بعيدة عن الصورة
وبحكم أن الأدمنز فى الغرف دى بيقبض بالدولار فأكيد لازم يشتم وهزق حتى لو حد قابله وأقنعه إنه غلطان
فاهمانى ؟
كله بالفلوس ودى لعبة عالمية ضد الإسلام


كذا مرة أقول لهم فى المواقع والغرف دى : ليه لازم يكون الإسلام هو اللى صح ؟ ما ممكن يكون غلط كمان ليه نقول إن غير المسلمين هيدخلوا النار؟ هما ذنبهم أيه يعنى ماهم اتولدوا لقوا نفسهم مش مسلمين يبقى ذنبهم أيه وإحنا كمان أتولدنا لقينا نفسنا مسلمين يبقى اجتهدنا فى ايه ونستحق الجنة ليه .. عشان كده أنا قريت فى الديانات الأخرى وبحثت وعرفت وبعد بحث وتنقيب وقراءة تأكدت إن فعلا الإسلام هو الصح ..عشان كده غير المسلمين مطالبين هما كمان بقراءة الإسلام وفهمه بعقلانية وموضوعية شديدة ويعرفوا الإسلام من كتبه الصحيحة السليمة مش يقروا الكتب اللى بتشتم فى الإسلام بجهل ويقولوا أدينا قرينا واكتشفنا جهل الإسلام .. عشان فى الأخر لما يبقوا غير مسلمين يبقوا غير مسلمين بقصد وتعمد ويقولوا إحنا فعلا تأكدنا إن الإسلام مش صح وساعتها ينتظروا يوم الحساب ويقولوا الكلام ده لربنا ويشوفوا مين الصح ومين الغلط

وكمان المسلمين لازم يقروا فى الأديان الأخرى ويقروا فى الإسلام ويقارنوا عشان لما يبقوا مسلمين يبقوا مسلمين بجد وقصد مش مجرد حظ إنهم اتولدوا لقوا نفسهم مسلمين وخلاص
أما اللى مش هيقتنع بالاسلام ويلاقيه مش عاجبه يبقى يسيبه أحسن ويروح لأى دين تانى يعجبه وبرضه ينتظر ليوم القيامة ويشوف حكم ربنا

طبعا ده منهجى اللى كنت بناقش بيه الأدمنز المتعصبين ضد الإسلام وكانوا بيتجننوا ويفقدوا أعصابهم ويفضلوا يشتموا لما يلاقوا ناس غير مسلمة عجبها كلامى
وتأكدت إنهم مش فالحين غير فى التنقيب عن اى رواية إسرائيلية مدسوسة أو حديث ضعيف مشكوك فيه عشان يسبوا الإسلام وخلاص
وكان ردى الأخير عليهم إن المسيح يقول أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم فهل أنتوا بالشتيمة وقلة الأدب بتطبقوا كلامه
حتى لو أحنا المسلمين أعدائكم تقدروا تصلوا من أجلنا وتباركوا محمد زى ما المسيح قال

طبعا الكل كان بيخرس

وأخر حاجة هقولها عن أى دين تانى
لو ربنا يوم القيامة قال إنه معترف باليهودية وهى دينه السماوى المعترف بيه يبقى اليهود هيدخلوا الجنة ومعاهم المسلمين لأن المسلمين بيعترفوا باليهودية وبيحبوا سيدنا موسى ويعززوه ويوقروه وواثقين إنه كليم الله

ولو ربنا قال إن المسيحية هى اللى صح يبقى المسلمين برضه هيدخلوا مع المسيحيين لأن المسلمين بيعترفوا بالمسيح ويحترموه وعلى استعداد لنصرته والدفاع عنه أكثر من المسيحيين أنفسهم
وبيعترفوا بمعجزاته وذكرها قرآنهم

أما لو ربنا قال الإسلام هو اللى صح فالمسلمين بس الى هيدخلوا الجنة لأن مفيش مسيحيين ولا يهود بيعترفوا برسالة محمد
تحياتى واحترامى وحبى الكامل لغير المسلمين وتأكيدى إن ليا صحاب مسيحيين بحبهم أكتر من بعض صحابى المسلمين
لكن فى موضوع العقيدة فمفيش هزار او فصال

ده بخصوص الرد على اللى شتموا السلام بسبب الفتاوى الغريبة يا شهروزة

رابعاً
بخصوص المفتى على جمعة
أعتقد إن الكلام اللى قريتيه وسمعتيه عن الفتوى سخنك على الراجل وحسيتى إن من كتر غيرتك على دينك كل ما هتنتقديه وتشتميه كل ما ينوبك ثواب وتبقى دافعتى عن الرسول
لكن أسمحى لى يا عزيزتى أختلف معاكى لأن لغتك البليغة اللى دايما كانت بتأثر فيا وبتعلمنى وتفيدنى كصحفى حسيت المرة دى إنها تحسب عليكى لا لكى

المفتى يا عزيزتى لم يقصد على الاطلاق اهانة الرسول او التقليل من شأنه بل أنتى التى قللت من شأنه بتهكمك على شرب بوله لأنك لم تقرأى السياق كله للرواية وظننتى أن المفتى قال مثلا أن الصحابة كانوا يتباركوا ويطلبوا بوله أو أنه أمر بذلك
رغم أن المفتى لم يقل ذلك او حتى لمح إليه

ثم أن دكتور على جمعة يا عزيزتى رجل دين وعالم جليل يختلف عن الكثير من الجهلة والضالين الذيم انتشروا هذه الأيام وطبعا أكيد أنتى عارفة إن المفتى لا يمت لى بصلة من قريب أو بعيد

لكن خلينى أعرفك مين هو على جمعة لو ما تعرفيش

على جمعة هو رجل متفتح ومثقف ويتقن أكثر من لغة بالإضافة إلى ثقافته الواسعة وقراءته للعديد من الكتب التى تنتمى لثقافات مختلفة يعنى مش راجل لابس جلبية وعمة وزى الدراويش وخلاص
وأكبر دليل إن الراجل ده فاهم مش حافظ إنه ذات مرة اتصلت به سيدة عجوزة مسكينة لها أخ يعمل فى الخارج ولديه مطعم يبيع المأكولات بالإضافة إلى بيعه الخمور فحرم العملاء على هذه السيدة ان تاخذ مساعدة مادية من هذا الأخ لأن ماله حرا

بينما أفتى المفتى دكتور على جمعة أن شقيقها يبيع الخمر فى بلد أجنبى يشرب أهله الخمور وإن لم يشتروها منه لأشتروها من غيره وأنها جزء من ثقافتهم وأنه يبيع أطعمة أخرى فيمكنها أذن أن تأخذ منه مساعدة على أعتبار أن المساعدة التى ستأخذها منه هى جزء من ربحه على بيع الأطعمة وأعتبار أن المبلغ الذى يحتفظ به شقيقها لنفسه هو باقى الربح على بيع الخمور
كما أخبرها المفتى ان الدين يسر وليس عسر وان الدين لم يأمر بعدم اخذ المساعدات من الأشقاء حتى وإن كانت أموالهم حرام لأنها مساعدة من أخ لشقيقته وأجر المساعدة على الله
بينما الحرام هو مشاركتها له مثلا

شوفتى يا شهروزة العقل المستنير

المفتى دكتور على جمعة هو اللى وافق على قانون التبرع بالأعضاء لخدمة الناس بهذه الطفرة الطبية بشرط عدم التربح وأخذ مقابل مادى من تبرع أى أنسان بجزء من أعضائه لشخص أخر حتى لا نتاجر بأجسادنا التى يملكها الخال وحده
وخرج القانون للنور وحتما سينقذ الألاف بعد أن دخل القانون نفقا مظلما بسبب فتاوى وتشدد علماء لم يفهموا سماحة الإسلام ولم يدركوا أنه دين عصرى يوائم كل العصور

ولا ننسى أبدا حين دعت فرنسا العلمانية إلى تخلى كل ابناء دين معين عن التعبير عن انتمائهم لذها الدين حتى لا يعرف أحد دين الأخر
فأمرت فرنسا بعدم ارتداء اليهود طاقيتهم المميزة وعدم ارتداء المسيحيين للصليب ثم أمرت بخلع الحجاب لعدم إظهار المسلمات لدينهم الإسلامى
عندها أيد الدكتور طنطاوى قرار فرنسا وقال دى أمور دولة مالناش دعوة بيها ولازم أى مسلم فى فرنسا يحترم قانونها
لكن الدكتور على جمعة اختلف معه ورفض النفاق وتسييس الدين وقال لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وأمر المسلمات هناك بعدم خلع الحجاب والصمود ضد قوانين فرنسا لأن أمر الله لا يعرف الرد الدبلوماسى أو العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا

المفتى الدكتور على جمعة هو صاحب الدعوة لإنشاء وقف بميزانية تبلغ خمسة مليارات جنيه وتخصيص أرباح هذا الوقف لخدمة الفقراء المرضى الذين يموتون من الجوع والمرض يوميا وبالملايين دون أن يشعر الكبار بأوجاعهم وألامهم فجائت المبادرة من رجل دين مسلم وما أن أعلن عنها حتى انهالت التبرعات من المسلمين والمسيحيين لإنشاء هذا الوقف وتجميع الخمسة مليارات جنيه

هذا هو الرجل الذى يفهم الإسلام بعصرية ومنطقية ويشعر بألام المرضى ويرفض تسييس الدين

وللأسف يا عزيزتى فقد هالنى اندفاع الكثير بشتم المفتى والأزهر انسياقا وراء كلامك دون الوعى إلى أن غيرتهم على الدين جعلتهم يبالغوا فى رد الفعل

أما بخصوص فتوى إرضاع الكبير فأنا متفق معاكى إنها مش صح ومبالغ فيها مع العلم برضه إنك ما فهتمتيش الفتوة أو قريتيها كويس لأن اللى قالها ما قصدش إن الست تكشف صدرها اللى هو عورة وترضع الراجل زميلها فى الشغل وهو لا مؤاخذة يحط صدرها فى بقه

لأ الفتوة تقصد إنها تنزل لبن من صدرها وهو يبقى يشربه بعدين
طبعا أنا لا أؤيد الفتوى لكنك للأسف أخطأتى حتى فى انتقادها بشكل سليم

وللأسف أكتر فى صحيح البخارى ومسلم والطبرى يا شهروزة روايات لا تمت للإسلام بصلة منها إن الرسول حاول ينتحر استغفر الله وفيها أيضا حديث إرضاع الكبير

وده معناه إن الكتب التاريخية وكتب التراث تحتاج لإعادة تنقية وقراءة وتأمل
مش إننا نكتب بسخرية ونتريق ونضحك الناس ونتمادى فى التعليقات وفى الأخر نكون غلطنا فى رجال الدين وخدنا العاطل فى الباطل وخلطنا بين المفتى على جمعة العالم المثقف المستنير وبين غيره

باسم الدين والصداقة ولامحبة يا شهروزة أطالبك بتصحيح خطأك وأعلم أنك لست بعنيدة او جاهلة أو تصرين على موقف أنتى من داخلك تشعرى بمبالغتك فيه

أعتذرى وصححى البوست يا شهروزة عشانك وعشان الإسلام مش عشان أى حد تانى

وتحياتى الحارة لكل المسلمين وغير المسلمين وربنا يحفظ الإسلام ويعز المسلمين وينصر مصر على كل أعدائها ويحميها دايما يا رب

الأحد، ١٣ مايو ٢٠٠٧

كولومبوس الأحلام



دائماً ما كان يراه ملاذه الأخير,ويعتبره عالمه المفضل الذى لم ولن يكتشفه سواه..
لم يكن بالنسبة له مجرد مكان رخو, يركن إليه جسده المنهك بألام الواقع, ويضع فوقه رأسه المفعمة بالأحزان التي أبت أن تتركه منذ لحظة مولده..
كان السرير بالنسبة إليه ذلك المكان المقدس الذي لا يجروء أي مخلوق أن ينتهك حرمته..طالما تغزل فيه,وشكى إليه همومه وأحزانه,إذ كان له بمثابة الصديق الأوحد في عالمه الجديد الذى تجمعه به علاقة فريدة من نوعها لا يدرك مكنونها البشر..
كان يلجأ إليه كلما ضاقت عليه الأرض بما رحبت وكشر له الواقع عن أنيابه التى لا ترحم, وراح يطارده ,بذكرياته الحزينة ,الملطخة بسوء الظن الذي يحيط به من الأهل ,والأقارب, وغدر الحبيبة,وخيانة الأصدقاء , وضحكات عابثة يضحكها بلا سبب فى جلسات السوء,علي المقاهي,وفي أوكار الشيطان,لتتضافر كل هذه التفاصيل البشعة في لوحة قاسية فرضها القدر أمام عينيه فرضاً لا يختفى..

لم يدر لماذا أطلقوا على مملكته المقدسة أرض الوهم,ووصموا ذهابه إليها بالكسل والتخاذل..
هذه هى عادتهم معه دائماً,تماماً مثلما حطموا له جهاز الكمبيوتر أيام الثانوى بحجة أنه لا يستغله سوى فى أعمال المراهقة,وإقامة العلاقات الكاذبة مع الفتيات عبر " الشات ".. حينها إنهال والده بكل ما يملك من قوة بعصا المكنسة علي الكمبيوتر وحطمه تحطيماً, في مشهد مشابه لطفولته البائسة حينما كان يضربه والده بنفس العصا بعد أن يراه يلهو مع أقرانه فى الشارع,فيعلم مصيره المحتوم,ويهرول إلي المنزل مسرعاً حتى لا يضربه والده أمام أصدقائه,ويختبىء تحت السرير,لكن العصا الطويلة كانت تطوله,وربما تورم عيناه,أو تجرح جبهته,دون أن يبالى والده بصرخاته وتوسلاته.. لكن على الأقل كانت رأسه أقوى من جهاز الكمبيوتر الذي خذله وتحطم,بينما ظلت رأسه باقية كما هي بنفس أفكارها وأحلامها التي لم تتحقق أياً منها طوال كل هذه السنوات الطويلة!!

حينما كان يلقنه والده علقة ساخنة تحت السرير,كان يلقي نفسه بعدها عليه,وهو ينتحب بجسده الهزيل الذى نحلته الظروف القاسية,وعلى رأسها وفاة أمه وقت أن كان يحبو في عامه الأول ورأها تسقط أمامه فجأة ماسكة رأسها وقد ارتسمت علي وجهها أعتى علامات الألم , وهو ينظر إليها في رعب,ويلوح بيديه الصغيرة محاولاً مساعدتها عبثاً,بينما هي تنظر له في محاولة يائسة لرسم ابتسامة باهتة لتهدىء من روعه,بينماعينيها تعلن حزنها لفراقه وقد التمعت بدموع الوداع,فى حين ألجمت طفولته فمه عن الكلام الذي لم يتعود لسانه علي نطقه بعد,فراح يصرخ ويصرخ,فى مشهد مازال يتذكره بعد مرور كل هذه السنين, لتتلقفه بعدها أيادى النساء الخشنة,وصدورهن اللاتي تحجرت في فمه, وأفواههن اللاتي أمطرته سباً ولعنات على تهم لم يرتكبها,وظروف رسمها القدر بريشته القاسية,دون أن يكون له دخل فيها..
وحده السرير الذي كان شاهداً على المآسى التي شهدتها طفولته وصباه ومراهقته, هو الذى كان يحنو عليه بتعاطف لم يستشعره في بنى آدم..كان يواسيه مع كل صدمة,وكل علقة يتلقاها من والده مانحاً إياه هدية ثمينة لم تهدها إليه يد بشر من قبل ،إذ لم يكد يغمض عينيه،حتى يضمه سريره برفق شديد رغم ملمسه الخشن,ووبره المشوك,ثم يخلع من عينيه تلك اللوحة القدرية الأليمة المليئة بالأوجاع,والآهات,والدموع,ويفككها فى براعة وحذق,معيداً رسمها من جديد بتفاصيل طالما تمناها أن تتحقق فى أرض الواقع الغريبة عنه..ها هو يعبر إلى وطنه الأوحد..عالم الأحلام الوردية عبر بوابة السرير ,ليلم شمل ما تبعثر,ويعثر على كل ما فقد..ها هى الحبيبة تعود إليه بعد أن يؤسس مشروع ناجح يبدأه بالتعرف على رجل طيب يحبه ويعطف عليه,ويساعده ..ها هو يتأبط ذراعها بحب بينما تذوب أصابعها في أصابعه في شعور يستحيل أن يدركه إلا من يمر بنفس الموقف..ها هم أصدقائه الذين تخلوا عنه في أحلك أزماته,يتساقطون أمامه,وينظرون له في ذل خالطه الحسد وهو يعتلى النجاح الفائق..ها هو مدرسه الذى طالما نعته بالفشل والغباء يفخر أنه كان أستاذه يوماً ما..ها هى أضواء الشهرة تكتنفه،من كل جانب,وقد تناوبت على أذنه وساوس الشياطين فى دعوتها الأبدية للكِبر والغرور,بينما قاومتها نفسه المؤمنة,ليسجد وسط جموع محبيه ومعجبيه,ضارباً المثل والقدوة للمشاهير الذين نسوا الله فأنساهم الله أنفسهم ..
ها هو رئيس الجمهورية يقابله,ويصافحه فى حرارة,لتجمعهما بعدها صداقة حميمة,يتوجها بتعيينه نائباً له,ثم يعتلى بعدها كرسى الحكم..
أبداً لن يتكبر أو يتجبر..
سيرفض الحراسة الشخصية,ومظاهر العنجهة,والسلطة الزائلة..سينقل إقامته لحي شعبى يذوق فيه ألام البسطاء,من إنقطاع المياه,وطفح الصرف الصحى في الشوارع,ومرض الفقراء,وإنعدام ضمير الزبالين الذين لا يجمعون القمامة,ويتركونها في تلالها المرصعة بالذباب..سيقحم نفسه ضيفاً في بيوت المعدومين,ومحدودى الدخل , ليتناول معهم الخبز والفول فى تواضع, ويستمع لأوجاعهم,ومشاكلهم,ويأمر بحلها جميعاً..
سيرحم كل من خذلته الأيام,ويأخذ بيد كل كهل مسن,ويساعد كل شاب طحنته الظروف,ويحتضن كل طفل يتيم,ثم يمنحهم جميعاً سريره هدية ينام كل منهم عليه ليلة ليحلموا بنفس أحلامه القابلة للتحقيق رغم أنها لم تتحقق بعد فى واقعه..
كان يستيقظ من أحلامه وقد امتلأت عينيه بدموع الفرحة،قبل أن يأخذ نفساً عميقاً وقد ظن نفسه حقق كل أمنياته,قبل أن تنتبه حواسه لواقعه المرير لتتبدل دموع الفرحة بدموع الحزن,مع ذلك الصراخ الرهيب الذى يدوي في أعماقه , معلناً سخطه وقهره من تبدد تلك اللوحة الوردية,وتبعثر تفاصيلها من جديد راسمة تلك المنظر البغيض الواقعى,قبل أن يهديء من روعه حامداً الله أن ذلك الصراخ لم يتجاوز شفتيه, رحمة بالعالمين لأنه كان سيصعق أهل الأرض والسماء جميعاً..
ما أدراكُم بأحلامِ قلبٍ تُدفن بالحيا في أحضان الوسادة وتبتلعها المرتبة ، وهو يمد إليها يديه ويبذل قصارى جهده لاصطحابها معه إلي واقعه,الذى كان الاستيقاظ فيه هو الكابوس الذى لم تعتده عينيه,فى عالمه المليء بالأحلام السعيدة فقط..
إلا أن ابتسامة يملؤها الأمل والإيمان كانت تسطر نفسها علي صفحة شفتيه البيضاء,بالحبر الوردى ليعود لوجهه إحمراره المفقود,وهو يمنى نفسه باليقين,والوعود الأكيدة أن تلك الأحلام ستتحقق يوماً,ثم يطبع قبلة حانية على سريره،قائلاً في نفسه " كم كنت أتمنى أن تكون هذه يد أمى التي أقبلها كل صباح " وكعادته يفتح التلفاز لمتابعة ذلك البرنامج الشهير الذى يفسر الأحلام.. يا الله..إن كل أحلامه،لها معانى ودلالات تبشر بالسعادة,وذلك الرجل مفسر الأحلام يعده بأن أحلامه ستتفسر بالخير والصلاح.. إن حبيبته تنتظره,ولن تحب سواه..إن وضعه سيتحسن,وسيصبح ذو شأن عظيم..سيكون ذو كلمة عليا,وسلطة لا تجور عليها الأيام..
ابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه وهو يتخيل والده الذى سيفاجأ بما حدث لابنه الفاشل.. ستكون مفاجأة العمر لأبيه عندما تتغير الأمور مائة وثمانون درجة .. سيثبت له أنه أعظم ابن فى الوجود،بعد أن تبتسم فى وجهه الأيام يوماً .. مرة أخرى تنفتح شهيته لأحلام جديدة يكتشفها في عالمه الخاص, فيتثائب من جديد ويشتاق لسريره فى حنين ملتهب, يدفعه للقفز فوق السرير ، ثم يحتضن وسادته الخالية فى رفق..
قبل أن يعود من جديد..
لعالم الأحلام।
shiko_angel@yahoo.com
شريف عبد الهادى