همس .. التعبانين

همس .. التعبانين

الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧

ختمت كام مسلسل فى رمضان


كعادة كل شيء يخضع للتطور حتى "الحاجة الساقعة"، تطور ذلك السؤال التقليدى " ختمت كام جزء من القرآن فى رمضان هذا العام؟ " الذى طالما سأله لنا العديد من الشيوخ،والدعاة،فوق منابر المساجد،أو فى برامج التليفزيون،والفضائيات،وأصبح السؤال البديل " ختمت كم مسلسل فى رمضان هذا العام؟ " !!
وإذا كان السؤال التقليدى الأول يسأله العديد من الشيوخ،والدعاة،فالسؤال الثانى "الروش" الذى طاله النيولوك ستجده فى العديد من برامج المنوعات،والجرائد،والمجلات الفنية،وكله فى نخب الإسلام،والمسلمين،وإذا كان رمضان لله،والتليفزيون للجميع،فيا مرحبا بالأخوة المسيحين الذين يشاركوننا مشاهدة هذه "الفخفخينا" المعتبرة من المسلسلات الكوميدية،والاجتماعية،والدرامية،والتاريخية، وفرصة أن نزايد على الوحدة الوطنية بين نسيجى الأمة ،وتحيا مصر ورقصنى يا جدع بمناسبة هذا الشهر الكريم المفترج !!
أكثر من 30 مسلسلاً تليفزيونيا بوجوه مصرية،وسورية،تملأ أوقات كافة القنوات الأرضية فى ماسبيرو،والفضائيات،وعلى رأى المثل "ساعة لربك،و30 ساعة للتليفزيون " مع إن اليوم فيه 24 ساعة فقط،إذن فلندعو الله عز وجل فى ليلة القدر أن يجعل اليوم 31 ساعة حتى يكفينا اليوم لمشاهدة الثلاثين تحفة فنية التى يترك من أجلها الفنانين،والفنانات كل متع الحياة الدنيا على مدار العام،ويطحنوا نفسهم فى الاستديوهات،لتخرج لنا إبداعاتهم،فى صورة مسلسلات تكتسح أولويات حياتنا فى هذا الشهر الكريم المبارك،أما الساعة المتبقية فهى الساعة التى سنذكر فيها الله ونحن نأكل فى وجبتى الإفطار،والسحور،وأيضاً سيتم ذلك ونحن أمام التلفزيون،وعديها الناس لبعضيها،وإن الله غفور رحيم يا جدعان.
وبالنظر إلى أخوانا الصعايدة،سنجد أنهم تحولوا إلى "سبوبة" أو "نحتاية" بلغة ولاد الكار، حيث أن أى سيناريست مش لاقى فكرة،يقوم يعمل عمل عن الصعايدة، حتى أن المسلسلات التي تناقش مشاكل صعيد مصر تحتل نصيب الأسد لدرجة إن أكثر من عشرة مسلسلات تحكي عن الصعيد بشكل أو بآخر، وبمتابعة المسلسلات الصعيدية نرى أن مخرجين مسلسلات الصعيد فشلوا بشكل كبير من الناحية الواقعية فى تجسيد صعيد مصر، وهذا الخطأ يقع فيه معظم كتاب ومخرجو مسلسلات الصعايدة التى تعبر عن مهزلة وخطأ بحق صعيد مصر، فلم ينقل أحد هؤلاء الكتاب نظرة صحيحة عن صعيد مصر،وكان للشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي موقف بمقاطعة المسلسلات الصعيدية، وقال "هذه الأعمال تتم كتابتها في مكاتب مكيفة، وتجعلني أشك في صعيديتي، وكأنني لم أعش في الصعيد ولم أخالط أطفاله ونساءه، كتاب الأعمال الصعيدية أنسوني الصعيد الذي عشته، وعلينا أن نعزي شخصية الصعيدي ونستقبل الشخصية الجديدة التي صنعها لنا كتاب الدراما"
أما الشيء الأكثر مدعاة للتعجب،والاستغراب،والإندهاش فى الذاكرة،أن معظم هذه المسلسلات جائت معظم أحداثها،ومشاهدها مليئة بقدر عالى من الكآبة،والحزن،والبكاء،والعويل،بشكل ينافس أحداث نشرة التاسعة مساءا فى فقرتى فلسطين،والعراق،فنور الشريف فى"سعد الدالى" أبنه أتقتل يا رجالة،وخد له كام طلقة هو كمان،رغم إنه وزير جامد جدا،وبيتعمل له ألف حساب،ويحييى الفخرانى فى "حمادة عزو" مهدد بالإفلاس والسجن،والواد أبنه إبراهيم عزو كان عايز يقتله،ويحرق قلب ماما نونا عليه،ويسرا فى قضية رأى عام تعرضت للإغتصاب،والممرضة بتاعتها بقت حامل،وزميلتها الدكتورة قتلوها،وحتى حسين فهمى الفنان المحترم ذو الأصل الأستقراطى سولت له نفسه فى "حق مشروع" أن يقتل أخوه،أبن أمه،وأبوه..يااااااه..دى القيامة لازم تقوم يا جدعان،ووسط كل هذه الأحداث المليئة بالدم،والغم،خد عندك بقى يا معلم،كمية لا بأس بها من الصراخ،واللطم على الخدود،وشق الجيوب،وخير اللهم أجعله خير،مسيرها هتروق وتحلى فى الحلقات الأخيرة،محدش يخاف يا جماعة،دى بس شوية إشتغالات من السادة المؤلفين،لزوم المط،والتطويل،حتى تصل الأحداث لثلاثين حلقة،على مقاس عم رمضان،أومال يعنى هما هيملوا التلاتين حلقة منين؟ من ترعة بلدنا مثلاً؟ وبعدين يعنى هو السادة المشاهدين هيعرفوا أكتر من المنتج اللى دفع أشى شيء،وشويات قول حوالى 4،3 مليون جنيه للفنان الفلانى،والفنانة الفلانية، عن دورهم فى مسلسل من المسلسلات، يبقى لازم الفنان الفلانى،والفنانة الفلانية يعملوا بلقمتهم،ويحللوا الأجر الكبير اللى لهفوه،ومرحب شهر الصوم مرحب،لياليك عادت بسلام.
نيجى بقى للسادة الفنانين والفنانات اللى كتر ألف خيرهم،غرقونا بأعمالهم الفنية على مدار الشهر الكريم،ويعنى خلونا من غير ما يقصدوا نغلط كام غلطة ع الماشى كده، زى مثلا إن معظمنا لا نزل يصلى التراويح،ولا حتى صلاة الجماعة اللى بتساوى فى رمضان 70 فرض من الأيام العادية،ولا عدم قراءة المصحف،ولا حتى المناهج الدراسية،و...عموما دى كلها حاجات بسيطة،بس أنا كان فى سؤال محيرنى،والحمد لله لاقيت إجابته منشورة فى أحد موضوعات "وشوشة"..لما إحنا سيبنا القرآن،وصلاة التراويح،والجماعة،والتهجد،وقيام الليل، وقعدنا فى بيوتنا قدام التليفزيون نتفرج على المسلسلات،يا ترى بقى السادة الفنانين،والفنانات عملوا أيه فى هذا الشهر الكريم ؟ يا ترى قعدوا هما كمان قدام التليفزيون؟ الإجابة طبعا "لأ" عارفين ليه؟ عشان معظمهم طلع يعمل عمرة فى الأراضى المقدسة،وكل عام وأنتم بخير.
شريف عبد الهادى


shiko_angel@yahoo.com


shiko_4u@hotmail.com





هناك ٦ تعليقات:

Unknown يقول...

للأسف ياشريف

رمضان بقي عند ناس كتير أكل وتليفزيون وبس

مش معني كده اني قديسه او اني ماتفرجتش علي التليفزيون

انا اتفرجت علي 3 بحالهم

(:

يتربي في عزو
وسلطان الغرام
وطبعا الملك فاروق

NeRmeeN يقول...

كلامك فى الجون بحد يا شريف...الواحد فعلا بيقصر اوى فى العبادة على حاجات متخلفة و ماتستهلش ...ربنا يغفر لنا ..ويبلغنا رمضان الجاى ان شاء الله ...ويساعدنا اننا نعبده فيه حق عبادته ونسيبنا من التليفزوين اللى اكل دماغنا

تحياتى

أسامه يوسف يقول...

والله عندك حق
فعلاً الناس ماقامتش من قدام التلفيزيون
وأصلاً المسلسلات سخيفه وعبيطه ولا حتى تستحق المشاهده
ممكن الملك فاروق بس اللى ينفع
الباقى ضارب
ووصل بالناس تغيير مواعيد ارتباطتهم لتناسب وقت المسلسل
المدرس الفلانى بيدى ساعة الفطار
هاتنا بعد الفطار يا أستاذ
لأ بعد الفطار باكون تعبان من كتر الأكل وباريح وباشوف مسلسلات
هاهاها (يا ظرافة دمه)
والتانى بيدينا ساعة التراويح
هاتنا بعدها لأ (وطبعاً لنفس السبب اللى فات)

ربنا يسامح اللى كان السبب

____________
صحيح قولت إيه فى مشروع البلوج
أرجوك رد عليا

YOTTA يقول...

الموضوع حلو اوى

أنا من سنتين كده كنت مبسيبش مسلسل
ولا برنامج فحاله
ورا بعضة واديله
والنتيجة ان الشهر بيضيع
ومبستفيدش حاجة لا من رمضان ولا من المسلسلات

بعد كده باه بقيت اختار لى مسلسل او اتنين بالكتير هما اللى باتابعهم
عشان برضو مافيش خالص ده صعب

والله عندك حق ف موضوع المسلسلات المصرية
بقت شىء سخيف
حكايات ساذجة وخيالية مبتحصلش ف الواقع
تستخف بعقول الناس
والمش كلة ان ناس كتير مصدقة ومبسوطة
كمان
بجد بقت شىء لا يطاق
وعايزة اقول رأيى بالذات ف حمادة عزو باه عشان انا متغاظة
والمسلسل مستفذ جدا
وشفت منه مشاهد ع الماشى كده
استفدنا ايه احنا من تقديم نموذج لواحد مرفه اوى كده
ومع نفسه دماغة مهوية
وقال ماما نونا تموت والناس تعيط
الناس دماغهم هوت هما كمان ياعينى

معلش ياشريف طولت
:)

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

بجد البوست ده حكاية

والمصطلح ده لذيذ اوى اوى اوى


بجد كلامك فى الصميم


تحياتى

Phoenix يقول...

انا بقا الحمد لله كنت مقاطعه المسلسلات فى رمضان

اصل انا الصراحه بستنا الشهر ده بفارغ الصبر

انا مش هقول انى متدينه قوى

بس انا عندى الشهر ده افضل شهر ومش فى حاجه يعنى لما مش اتفرج

ما هما مش وراهم غير انهم يعيده المسلسلات

يعنى ابقا اشوفها بعد رمضان

ويارب يتقبل منى اعمالى فى هذا الشهر انا والمسلميين امين
ويبلغنا رمضان الجاى

حلوة التوبك واسلوبك جميل فى الكتابه

شكرا عليه بجد